أرسل الجيش التركي السبت تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا وفي مناطق خفض التوتر بمحافظة إدلب وريفي حلب، في حين يستمر قصف النظام السوري وروسيا على تلك المناطق.
وأفاد تقارير في سوريا بأن عددا من المدنيين أصيبوا في غارات جوية روسية وسورية على مناطق في ريفي حلب، بالتوازي مع استمرار تقدم قوات النظام على محاور عدة مدفوعة بغطاء جوي روسي كثيف، وقصف مدفعي على المناطق التي أمامها بعد أن سيطرت على سراقب.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن قوات الجيش سيطرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على ست قرى، منها زيتان وبرنة بريف حلب الجنوبي، ومحاريم وتل كرّاتين بريف إدلب الشرقي.
وفي السياق ذاته، أرسل الجيش التركي اليوم السبت دفعة تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، وضمت القافلة -التي شملت تعزيزات مرسلة من وحدات مختلفة، إلى قضاء الريحانية بولاية هاتاي جنوبي البلاد- أكثر من 300 مركبة عسكرية, وتوجهت القافلة نحو الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا، وسط تدابير أمنية.
وانتقلت عناصر من القوات الخاصة (الكوماندوز) كانت مرسلة إلى الريحانية سابقا، مع القافلة إلى الوحدات الحدودية، بعد إتمام تحضيراتها.
وذكر شهود عيان بإن عدد الآليات العسكرية التركية التي دخلت محافظة إدلب أمس بلغت 250 آلية، تضم عربات مدرعة ودبابات، إضافة إلى مدافع وناقلات جنود ومعدات طبية ولوجستية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية استمرار نقاط مراقبتها في عملها شمالي سوريا، وتوعدت بردّ قوي على أي هجوم يستهدفها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري معارض قوله "دخلت خلال الساعات الماضية حوالي 450 آلية تركية أغلبها عربات مصفحة ودبابات وسيارات أخرى"، مشيرا إلى دخول حوالي 300 آلية عسكرية مساء أمس و150 سيارة فجر اليوم.
وكانت تركيا قد أقامت 12 نقطة مراقبة في إدلب لصد أي هجوم من قبل قوات النظام السوري، وذلك بموجب اتفاقية مع روسيا الحليف الأبرز للأسد.
مباحثات في أنقرة
وبالتوازي مع هذه التطورات الميدانية، بدأت في مقرّ الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة مباحثات تركية روسية لمناقشة آخر التطورات في إدلب.
ويرأس الوفد التركي في هذه المباحثات سعادت أونال نائب وزير الخارجية، بينما يرأس الوفد الروسي سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية أيضا.
وعملت تركيا وروسيا عن قرب في السنوات الأخيرة لإيجاد حل للوضع في إدلب، رغم أن الطرفين يتخّذان موقفين متعارضين من الحرب في سوريا.
وأدت التطورات العسكرية في إدلب إلى موجة نزوح متواصلة جراء المعارك، حيث قالت منظمة "منسقو الاستجابة" السورية إن أكثر من 400 ألف مدني نزحوا من بلداتهم وقراهم في ريفي إدلب وحلب نحو الحدود مع تركيا منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي نتيجة التصعيد العسكري.
وناشدت المنظمة الجهات الإغاثية مساعدة النازحين الذين يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة، كما حذرت من موجة نزوح كبرى حال استمرار العمل العسكري نحو مركز محافظة إدلب.
